ظهور استثنائي لفيروز في وداع زياد الرحباني.. آلاف المشيعين يودعون الموسيقار في مشهد لم تشهده بيروت منذ سنوات

آلاف المشيعين يودعون الموسيقار اللبناني زياد الرحباني في جنازة فريدة من نوعها جرت في بيروت بحضور استثنائي لوالدته الفنانة فيروز، التي ظهرت علناً لأول مرة منذ سنوات طويلة، لتوديع نجلها الذي توفي عن عمر يناهز 69 عامًا.
اتسم موكب تشييع زياد بالضخامة، حيث انطلق من مستشفى "خوري" في شارع الحمرا بالعاصمة. اجتمعت جماهير من جميع الأرجاء، حاملين صور الراحل وأزهارًا بيضاء وحمراء تعبيرًا عن محبتهم ووفائهم لموسيقار أثرى الموسيقى والمسرح العربي لعقود.
بجانب والدته، شوهدت ريما الرحباني، شقيقة الفقيد، والعديد من أفراد عائلة الرحباني، يتابعون بقلوب مثقلة مراسم التشييع في كنيسة "رقاد السيدة" في المنطقة الجبلية بكفيا، حيث يُدفن زياد بجانب والده عاصي وشقيقته ليال.
شكل ظهور فيروز، ذات الحضور الفني والأسطوري، مشهدًا فريداً يفوق التوقعات. مع جميع مراحل التشييع، البساطة المثبتة في عائلة الرحباني والكاريزما التي أحاطت بالموقف أضفت عليه رونقاً يليق بموسيقار مثل زياد، الذي جمع بين الكلمات والألحان بسخرية وجرأة.
تحولت الجنازة إلى تظاهرة حب ووفاء، تجمع فيها الفنانون والكتاب والأصدقاء والجماهير الغفيرة، فمطالبة البعض بإعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام لما يمثله زياد من قيمة ثقافية وفنية كانت من اللحظات التي أبرزت الأثر العميق للراحل في الوجدان اللبناني والعربي.
تجاوز رحيل زياد الرحباني مجرد الفقد لرمز فني، ليغدو سردية جامعة لذاكرة موسيقية وإنسانية، استوعبت كافة ألوان الطيف الثقافي الذي صنع مجده وارثه كموسيقي مفكر وناقد. ويبقى ظهوره في مشهد وداعي استثنائي رسمة لصورة متفانية عن مدى توصله وتأثيره في وجدان من عرفوه.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط