تعافي مفاجئ للريال اليمني: 120 ريالاً مكاسب بعد إغلاق 28 شركة صرافة مخالفة

شهد الريال اليمني تعافيًا مفاجئًا وسط مشهد اقتصادي معقد، حيث استعاد ما يزيد عن 120 ريالًا من قيمته بالنسبة للدولار الأمريكي خلال الأيام الأخيرة. هذه الانتعاشة تأتي بعد قرارات رادعة اتخذها البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، ومنها إغلاق 28 شركة صرافة مخالفة بهدف كبح الفوضى والمضاربات في أسواق العملات.

وفقًا لمصادر مصرفية، انخفض سعر صرف الدولار إلى 2720 ريالًا من 2840 ريالًا سابقًا. الإجراءات الحازمة للبنك المركزي شملت أيضًا تثبيت سعر الريال السعودي عند 757 ريالًا للشراء و760 ريالًا للبيع. ويبدو أن هذه التحركات السريعة نحو ضبط السوق كانت فعالة في إعادة الثقة إلى أسواق الصرف ولو مؤقتًا.

التعافي المفاجئ للريال لم يكن ملموسًا فقط تجاه الدولار، بل امتد ليشمل بقية العملات الأجنبية، حيث شهد الريال السعودي انخفاضًا أيضًا في أسواق عدن. هذا المنعطف يأتي في سياق خطوات أكثر جدية من الحكومة والبنك المركزي لكبح الفساد وتنظيم السوق، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور بفعل الانقسامات السياسية والحرب المستمرة.

رغم التحسن الحالي، يتفق المحللون على أن استمرار هذه النتائج الإيجابية يستلزم إصلاحات هيكلية أعمق، تتجاوز التدابير المؤقتة. فحسب الخبير المصرفي علي أحمد التويتي، يرجع 50% من تدهور الريال في عدن إلى ضعف الرقابة وانتشار الفساد. وبدون معالجة هذه التحديات الجذرية، قد يبقى التعافي هشًّا وفاقدًا للاستدامة.

يأتي هذا التعافي في ظل أزمات مالية خانقة تواجهها الحكومة اليمنية، من بينها الانقطاع النقدي بين مناطق سيطرة الحكومة والحوثيين، وتوقف صادرات النفط، إضافة إلى العديد من الضغوط السياسية والاقتصادية التي ما زالت تقلب وتيرة الأوضاع المالية في البلاد.

سامر الشهراني

سامر الشهراني هو محرر إخباري متميز، متخصص في تغطية الأخبار في الوطن العربي والخليج. يتمتع بخبرة واسعة في الصحافة، ويتميز بدقته وموضوعيته في تقديم المعلومات وتحليل الأحداث.

قم بمشاركة المقال