تعرف على التغيرات الديموغرافية في السعودية وتأثيرها على الشباب والشيخوخة

التغيرات الديموغرافية في السعودية: التحديات والفرص

كشفت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية عن تعداد سكان المملكة لعام 2024، حيث بلغ العدد 35,300,280 نسمة. هذه الأرقام ترسم صورة ديموغرافية محورية تبرز فيها نسبة الشباب العالية مقابل نسبة الشيخوخة، مما يفرض أسئلة هامة حول الواقع المستقبلي للبلاد.

الأفراد السعوديون يشكلون 55.6% من إجمالي السكان، في مقابل 44.4% لغير السعوديين، مما يعكس اعتمادًا ملحوظًا على العمالة الوافدة خاصةً في قطاعات حيوية مثل البناء والخدمات. هذه النسبة تثير تساؤلات حول التوطين والهوية والمدى الذي يمكن للمجتمع فيه دمج العمالة ضمن نسيجه بدون المساس بخصوصيته الثقافية.

وبالرغم من أن فئة الشباب من سن 15 إلى 64 سنة تشكل 74.7% من التركيبة السكانية، مما يعتبر فرصة اقتصادية قيّمة، إلا أن الاستعداد لهذه الفرصة من خلال تطوير التعليم وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا يعد أمرًا حيويًا. في المقابل، فإن نسبة من تجاوزوا سن الخامسة والستين تمثل 2.8% فقط، لكن الزيادة المتوقعة في عدد كبار السن تأتي بتحديات اقتصادية واجتماعية خاصة على مستوى الرعاية الصحية وأنظمة التقاعد.

في ضوء هذه التطورات، يعتبر تحسين التعليم والتكنولوجيا ضرورة لا غنى عنها لتعظيم إنتاجية الأفراد الشباب وتعزيز قدرتهم على اكتساب الخبرات وقيادة الاقتصاد. يجب أيضًا تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية عبر سياسات تنويع الاقتصاد وتطوير أنظمة الرعاية الصحية والتقاعد لتكون أكثر مرونة واستدامة.